في مشهد موسيقي مغربي يتنفس الأصالة والتجديد، يبرز اسم ياسر الجوهري كأحد أبرز الوجوه الشابة التي اختارت أن تُعيد لفن كناوة بريقه، من خلال أداء يمزج بين عمق التراث المغربي وروح الحداثة الموسيقية.
ينحدر ياسر من تمنار بإقليم الصويرة، المهد التاريخي لفن كناوة، حيث تشبّع منذ صغره بإيقاعات “القَمبري” وأنغام الطبول التي تحمل أسرار هذا الفن العريق. وبإصرار لافت، بدأ يشق طريقه في الساحة الفنية، حاملاً مشروعًا فنيًا يقوم على الحفاظ على الهوية الكناوية وتقديمها في قالب جديد يستجيب لتطلعات الشباب.

نجح ياسر الجوهري في كسب مكانة ضمن المشهد الفني المغربي من خلال مشاركاته المتعددة في مهرجانات وطنية، أبرزها مهرجان TalGuit’art الدولي للقيثارة بأكادير، حيث قدّم عرضًا نال إعجاب الجمهور والنقاد بفضل مزجه المتقن بين الإيقاعات الكناوية والأنماط الموسيقية الحديثة.
كما شارك في مهرجان آسا الزاك، الذي شكّل مناسبة لتعريف الجمهور الصحراوي بفن كناوة، إلى جانب حضوره اللافت في مهرجان عاشوراء احشاش ومهرجان تالويكاند، اللذين جمعا فنانين شبابًا من مختلف مناطق المغرب في احتفالية فنية غنية بالتنوع.
وفي عرضه الأخير بمطعم Tropicana – Agadir Bay بتاريخ 16 أكتوبر 2025، أبدع ياسر في تقديم أمسية موسيقية حميمية جمعت بين التراث والابتكار، وأكدت مرة أخرى قدرته على التواصل مع الجمهور بروح صادقة وأداء متفرد.
لا يقتصر حضور ياسر الجوهري على المنصات الفنية فحسب، بل يمتد إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتفاعل مع جمهوره عبر نشر مقاطع موسيقية وصور من عروضه الحية، ما مكّنه من بناء قاعدة جماهيرية متزايدة داخل المغرب وخارجه.
يؤمن ياسر بأن الفن رسالة سامية، وأن موسيقى كناوة ليست مجرد لون موسيقي، بل جسر تواصل روحي وثقافي بين الأجيال والشعوب، قائلاً في إحدى تدويناته:
“كناوة ليست ماضياً يُحكى، بل طاقة حية تُجسّد روح إفريقيا في قلب المغرب.”
من خلال تجربته، يثبت ياسر الجوهري أن الجيل الجديد قادر على صون التراث وإعادة ابتكاره بأساليب حديثة تحافظ على الهوية وتواكب العصر.
فمن الصويرة إلى أكادير وآسا الزاك، يواصل هذا الفنان الشاب كتابة فصل جديد في مسار الموسيقى الكناوية المغربية، مؤكداً أن التراث إذا امتزج بالإبداع، يصبح فناً عالمياً بروح مغربية أصيلة.
