المساء نيوز – مولاي مصطفى بوغربال
من رحم الأمل، وُلدت فكرة بسيطة حملها شباب مدينة جرادة على عاتقهم، وسرعان ما تحولت إلى مبادرة جماعية تهدف إلى إحياء ركنٍ من أركان المدينة وإعادة الحياة إليه. مبادرة بيئية نبيلة تسعى إلى تحويل محيط مقر الباشوية السابق إلى فضاء أخضر يحتضن الطبيعة ويمنح الساكنة والعائلات متنفسًا يليق بتطلعاتهم.
أطلق شباب جرادة عبر منصات التواصل الاجتماعي حملة رقمية واسعة عبّروا من خلالها عن حبهم لمدينتهم، ودعوا إلى جعلها أكثر خُضرة وجمالًا. هذه الدعوات لاقت تفاعلًا كبيرًا من الساكنة، لما حملته من روح المواطنة والإصرار على التغيير الإيجابي، لتتحول إلى طاقة جماعية تُلهِم المؤسسات المحلية.
التفاعل المجتمعي الواسع وجد تجاوبًا سريعًا من طرف المكتب المسير لجماعة جرادة، الذي قرر تبني الفكرة وتحويلها إلى مشروع واقعي. وقد تم، في هذا الإطار، تكليف مكتب دراسات متخصص بإعداد تصور تقني وهندسي متكامل، مع إنجاز معاينة ميدانية للموقع المقترح لتحديد الإمكانيات المتاحة لتنفيذ المشروع وفق معايير بيئية وجمالية حديثة.
ويُشار إلى أن هذا الفضاء كان موضوعًا للنقاش سابقًا ضمن أشغال المجلس الجماعي، حيث صادقت اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تخصيص غلاف مالي يُناهز مليوني درهم لإقامة مركز عصري لاستقبال الضيوف في الموقع ذاته. غير أن تبني فكرة المنتزه الأخضر سيُضفي على المشروع بعدًا بيئيًا وجماليًا جديدًا يُعيد للمدينة شيئًا من بريقها المفقود.
وفي تصريحٍ لـ”المساء نيوز”، أكد أحد أعضاء المكتب الجماعي أن الجماعة منفتحة على جميع المبادرات الشبابية التي تخدم التنمية المحلية، مشيرًا إلى أن المشروع سيتم إنجازه وفق مقاربة تشاركية تضمن انخراط كل المتدخلين المعنيين. كما أوضح أن الدراسة التقنية المرتقبة ستحدد الكلفة الإجمالية وتفاصيل التنفيذ الميداني.
من جهتهم، عبّر الشباب أصحاب المبادرة عن سعادتهم بالتفاعل الإيجابي الذي حظيت به فكرتهم، معتبرين أن حلمهم يتجاوز إنشاء مساحة خضراء، ليشمل نشر ثقافة بيئية مستدامة تُعزز الانتماء والمسؤولية تجاه المدينة.
وتبقى آمال ساكنة جرادة معلقة على أن تتحول هذه البقعة، التي كانت يومًا ما رمزًا للفحم والغبار، إلى حديقةٍ نابضة بالحياة، تجسّد إرادة الشباب وتُثبت أن الأمل قادر على أن يتنفس خُضرةً مهما طال الانتظار.
