أكدت البرلمانية نعيمة الفتحاوي أن القرار الجديد الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن الصحراء المغربية يُعدّ “لحظة تاريخية تتوج خمسين سنة من التضحيات والوفاء، وتكرّس مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.
وأوضحت الفتحاوي أن هذا القرار الأممي يشكّل تحولًا استراتيجيًا في مسار القضية الوطنية، ويعكس نجاح الدبلوماسية المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي قاد مسارًا متدرجًا لترسيخ مغربية الصحراء على المستويين الدولي والواقعي.
وبمناسبة صدور القرار، وجّه جلالة الملك خطابًا ساميًا إلى الشعب المغربي، استهله بقوله تعالى: “إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا”. وقد اعتبر جلالته هذا القرار فتحًا سياسيًا ودبلوماسيًا كبيرًا يضع حدًا نهائيًا للنزاع المفتعل، ويكرّس الحل التوافقي القائم على مبادرة الحكم الذاتي.
وقال جلالته في خطابه السامي: “بعد خمسين سنة من التضحيات، ها نحن نبدأ بعون الله وتوفيقه فتحًا جديدًا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء”، مؤكدًا أن القرار الأممي يُعد تتويجًا لمسار طويل من النضال الوطني وتضحيات أجيال متعاقبة من المغاربة.
رسائل الخطاب الملكي التاريخي
جاء الخطاب الملكي حاملًا لجملة من الرسائل السياسية والدبلوماسية القوية، أبرزها:
- القرار الأممي كفتح مبين: استهل جلالة الملك خطابه بآية الفتح، في تأكيد رمزي على الطابع التاريخي للقرار الأممي الذي يُكرّس مغربية الصحراء ويُعد نقطة تحول حاسمة في مسار القضية.
- تتويج لمسار النضال الوطني: ربط جلالته القرار بمسار وطني طويل من الكفاح والتعبئة، مؤكدًا أن المغرب دخل مرحلة جديدة من تثبيت سيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
- الحكم الذاتي كحل وحيد واقعي: شدد جلالته على أن مبادرة الحكم الذاتي أصبحت الإطار الوحيد المقبول دوليًا للحل، وهو ما يضع حدًا نهائيًا لأطروحات الانفصال ويعزز الحل السياسي التوافقي.
- رمزية التزامن مع مناسبة وطنية: عبّر جلالته عن اعتزازه بتزامن هذا التحول التاريخي مع ذكرى وطنية، ما يضفي على الحدث طابعًا رمزيًا ووطنيًا عميقًا، ويعزز روح الوحدة والانتماء.
- رسائل موجهة للداخل والخارج:
- داخليًا: دعوة للفخر والاعتزاز، ومواصلة التعبئة الوطنية لحماية المكتسبات وتعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية.
- خارجيًا: تأكيد على أن المغرب ماضٍ بثقة في ترسيخ سيادته، ودعوة ضمنية للجزائر وقيادة “البوليساريو” إلى التخلي عن منطق الانفصال والانخراط في مسار الحل الواقعي.
- نهاية مرحلة وبداية أخرى: اعتبر جلالته أن هذا القرار يطوي نهائيًا صفحة النزاع المفتعل، ويفتح مرحلة جديدة عنوانها التنمية والاستثمار وترسيخ الاستقرار، “من التدبير إلى التغيير” كما جاء في الخطاب الملكي.
وختمت البرلمانية نعيمة الفتحاوي تصريحها بالقول:
“هنيئًا لجلالة الملك، قائد هذا الإنجاز ورائده، وهنيئًا للشعب المغربي بهذا الفتح التاريخي الذي يعزز موقع المغرب كقوة استقرار وتنمية في إفريقيا والعالم.”
