المساء نيوز – الحسين منصوري
أثارت قضية الشاب لحسن، المعروف بمقولة “حنا كنأمرو ماشي كنطلبو”، جدلاً واسعاً في المجتمع المغربي بمدينة الجديدة، بعدما حكمت عليه المحكمة الابتدائية بالسجن النافذ لمدة عشرة أشهر.
لحسن، شاب في بداية عشرينياته، كان يشتغل بائعاً للفطائر (المسمن) في منطقة جماعة سيدي إسماعيل بالجديدة. بدأت القصة بعدما أدلى بحوار إعلامي خلال احتجاجات جيل الشباب “Z”، حيث أطلق تصريحات مثيرة هدّد فيها القوات العمومية، متوعداً بارتكاب “اغتيالات” في حال تعرض المحتجون لأي اعتداء.
أدى هذا التصريح إلى اعتقاله بعد 48 ساعة، وفتح تحقيق كشف أن لحسن شاب بسيط لم يكمل دراسته، وربما لم يكن في كامل وعيه عند الإدلاء بهذه التصريحات. وقد اعتذر لاحقاً عن كلامه، طالباً الصفح والتسامح، مؤكداً أن ما صدر عنه كان مجرد تعبير عن حماسة وجدلية لا أكثر.
رغم اعتذاره، وجهت له النيابة العامة تهمة التهديد بارتكاب جنايات، وأحيل على السجن المحلي بسيدي موسى حيث تم توقيفه في انتظار محاكمته. ويُعد الحكم بسجنه 10 أشهر نافذاً رسالة قانونية واضحة في مواجهة التصريحات التي تهدد الدولة والقوات العمومية.
أثارت هذه القضية نقاشاً مجتمعياً حول مدى وجوب تطبيق العدالة بحزم لحماية الأمن والنظام العام، مقابل دعوات للتعاطف مع الشاب وظروفه الاجتماعية والاقتصادية التي قد تكون دفعت به للتصرف بشكل متهور.
تشكل قضية لحسن نموذجاً لتوتر الواقع الاجتماعي بين جيل الشباب في المغرب والسلطات، وتعكس تحديات التعامل مع احتجاجاتهم ومطالبهم المتنوعة. كما تؤكد الحاجة إلى إدماج الشباب من خلال الحوار والتفاهم، بدلاً من القمع، لتحقيق توازن بين الحفاظ على الاستقرار العام واحترام حقوق التعبير.
