المساء نيوز -الحسين منصوري
في دواوير إدشاعود بجماعة سيدي حسين وعلي، لم يعد الطريق مجرد وسيلة عبور بسيطة، بل أصبح اختبارًا يوميًا للصبر وتحمل المعاناة. حفرٌ عميقة تتلوها أخرى، وأتربة تغطي المكان بخنق الأنفاس، كأن الزمن قد توقف في هذا الزاوية المنسية من بلادنا منذ عقود.سكان هذه الدواوير يعيشون ظروفًا صعبة جدًا بسبب تردي حال الطريق الذي يربطهم بالعالم الخارجي، حيث كل خطوة نحو التنمية تبدو بعيدة المنال، وكل وعد تلقوه لم ير النور بعد. الطريق التي يفترض أن تمثل شريان حياة ونمو أصبحت جدارًا يحول بين السكان وحقوقهم الأساسية.هذه المعاناة ليست مجرد تذمر، بل هي صرخة تعبر عن حرمان حقيقي من كرامة الإنسان الذي يرى مستقبله وحياته تتأثر بسبب غياب أبسط وسائل النقل والاتصال. إن طريق إدشاعود ليس مجرد إسفلت مفقود أو إسفلت لم يُفرش بعد، بل هي كرامة مُهانة، وحياة تُعاش في ظل الإهمال المتكرر.أين هي تلك المشاريع التنموية التي طال انتظارها؟ وأين الوعود التي ظلت حبراً على ورق؟ هل ستظل دواوير إدشاعود ضحية إهمال طويل دون أن تجد من يسمع صد مناشداتهم؟السكان يطالبون اليوم الجهات المعنية بالتدخل الفوري، ليس فقط لإصلاح الطريق، بل لاستعادة حقهم في حياة تليق بكرامتهم وتفتح أمامهم أبواب التنمية والازدهار.إن الجهل عن هذه المعاناة لم يعد مقبولاً، وحان الوقت لكي تتحرك المسؤوليات، وتعطي دواوير إدشاعود حقها في التطور، لأن من يُحرم من الطريق يُحرم من الحياة نفسها.
