المساء نيوز- مراسل اسبانيا مصطفى الداوي
أكدت الحكومة الإسبانية التزامها الثابت تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودعت إلى التهدئة وضبط النفس، وذلك رداً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى طرد مدريد من عضوية الحلف بسبب ما وصفه بـ“تقصيرها في زيادة الإنفاق العسكري”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي إسباني – فضّل عدم الكشف عن هويته – أن إسبانيا تُعد عضواً كاملاً في الحلف الأطلسي وتفي بالتزاماتها الدفاعية وفق قدراتها الوطنية، تماماً كما تفعل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء.
وكان ترامب قد صرّح خلال اجتماع عقده في البيت الأبيض مع رئيس وزراء فنلندا، ألكسندر ستوب، بأن على حلف شمال الأطلسي “إعادة النظر في استمرار عضوية إسبانيا”، معتبراً أن تأخر مدريد في رفع إنفاقها الدفاعي يمثل إخلالاً بتعهدات الحلفاء. وأضاف موجهاً كلامه للقادة الأوروبيين:
> “عليكم أن تبدأوا التحدث مع إسبانيا لمعرفة سبب تأخرها، فليس لديهم أي عذر لذلك، وربما يجب التفكير في طردهم من الحلف بصراحة.”
وتأتي هذه التصريحات في سياق ضغوط أميركية متزايدة على الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي، تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه في يونيو/حزيران الماضي، والذي ينص على رفع الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة يعتبرها ترامب “ضرورية لضمان أمن الحلف”.
من جانبه، عبّر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن رفضه لهذه النسبة، معتبراً أنها “لا تتوافق مع نموذج دولة الرفاه الاجتماعي ولا مع الرؤية الإنسانية لإسبانيا في العلاقات الدولية”، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده تظل ملتزمة بدعم الأمن الجماعي ضمن إطار الحلف الأطلسي.
يُذكر أن إسبانيا انضمت إلى الناتو سنة 1982، وتلعب دوراً محورياً في الجناح الجنوبي للحلف، خاصة في ما يتعلق بعمليات المراقبة في البحر الأبيض المتوسط ومكافحة الإرهاب.
وفي ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، يجد الحلف نفسه أمام تحديات داخلية متعلقة بتوزيع الأعباء الدفاعية، ما يعيد إلى الواجهة النقاش حول مدى توازن الالتزامات بين أعضائه.
وبينما تحاول مدريد تهدئة الموقف وتأكيد ولائها لشركائها في الحلف، تُثير تصريحات ترامب جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الأوروبية، حيث يرى مراقبون أنها قد تُضعف وحدة الناتو في ظرف دولي دقيق يتطلب تنسيقاً وتضامناً أكثر من أي وقت مضى.
