المساء نيوز – الحسين منصوري
في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز منظومة الأمن السيبراني، عيّن جلالة الملك محمد السادس الجنرال عبد الله بوطريج مديرًا عامًا للمديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات (DGSSI). ويعكس هذا القرار الإرادة الملكية في حماية الفضاء الرقمي الوطني، وتدعيم مسار التحول الرقمي باعتباره رهانًا استراتيجيًا للمغرب.
الجنرال عبد الله بوطريج راكم خبرة واسعة، إذ تخرّج من الأكاديمية العسكرية الملكية بمكناس، وتابع دراسات عليا في المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي (INSEA)، كما حصل على دبلومات متقدمة في مجال الأركان والدفاع العالي، إضافة إلى درجة ماجستير في الأمن والدفاع. وعلى مستوى التجربة الميدانية، تقلّد مناصب قيادية بارزة، من بينها نائب مفتش الاتصالات بالقوات المسلحة الملكية، ومدير المساعدة والتدريب والمراقبة والخبرة بالمديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات.
تجدر الإشارة إلى أنّ المديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات، التي أُنشئت سنة 2011 وتخضع لإدارة الدفاع الوطني، تُعد إحدى الركائز الأساسية للأمن السيبراني في المغرب. فهي تضطلع بمهمّة صياغة السياسات الوطنية لأمن نظم المعلومات، ورصد الحوادث السيبرانية وتنسيق الاستجابة لها، إضافة إلى نشر الوعي والثقافة الأمنية وحماية البنى التحتية الرقمية التي تُشكّل العمود الفقري للاقتصاد الرقمي الوطني.
وتأتي هذه التعيينات في سياق دينامية وطنية متواصلة لتطوير الاستراتيجية المغربية في مجال الأمن السيبراني، عبر تحديث الأطر القانونية والتنظيمية، وتعزيز قدرات الموارد البشرية، ومواكبة التطورات التقنية المتسارعة.
هذا القرار يجسد رؤية المغرب في تأمين تحولها الرقمي وحماية أمنها القومي من التهديدات السيبرانية المتزايدة، التي باتت تشكل تحديًا عالميًا بفعل التطور التكنولوجي وانتشار الهجمات الإلكترونية. كما يبرز حرص المملكة على الجمع بين الكفاءات الأمنية والخبرة التقنية من أجل مواجهة رهانات العصر الحديث.
وبتعيين الجنرال عبد الله بوطريج، يواصل المغرب تعزيز بنيته الأمنية الوطنية لمواجهة المخاطر الرقمية، مؤكّدًا على أهمية الاستباقية في التصدي للتهديدات، وضمان سلامة فضائه السيبراني كشرط أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في القرن الحادي والعشرين.
